التاريخ : 2017-07-29
ثمن المليارات كأس الخليج يا قطر
أحمد الشمراني
• قبل أن تحدث ألمانيا نقلة في عالم كرة القدم مرت بعدة تجارب، ركزت خلالها على العقول قبل الأقدام، وربطت المراحل بالدراسة والتخطيط وأي تخطيط، فما نراه على أرض الواقع من نتائج وبطولات يجعلنا نعتبر هذه التجربة التي صنعت في ألمانيا براءة اختراع في كرة القدم تجعلنا على الصعيدين الخليجي والمحلي نطالب بضرورة الاستفادة منها، إن أردنا على الأقل الوقوف في وجه النمر الآسيوي، وأظن بل أكاد أجزم أن العالم المحب لكرة القدم، وأولهم الإنجليز، سيبحث عن تلك العقول الألمانية لإخراج مهد كرة القدم من إخفاق جعل قيمة أقوى دوري في العالم مجرد أرقام للفرق وصفر مكعب على صعيد المنتخبات في كأس العالم وبطولة أوروبا.
• ما فعلته ألمانيا وآخرها في بطولة القارات لا يمكن أن يكون للصدفة فيه دور، بقدر ما هو عمل كبير استعين خلاله بعدة تخصصات وليس فقط أهل كرة القدم لوضع كل تخصص في خدمة كرة القدم، والتي تعامل معها الألمان كصناعة تشبه صناعة السيارات الفارهة التي تتميز بها ألمانيا.
• ومن هنا يجب أن نتعامل مع كرة القدم كما هي ألمانيا كصناعة، ولا بأس أن نستعير الكتالوج الألماني لنأخذ منه الممكن من التوصيات، ونطبقها حسب إمكاناتنا لنتجاوز أزمة التراجع الذي نعيشه منذ سنوات.• لقد انبهر أهل كرة القدم الحقيقيون من التجربة الألمانية بل إن ثمة برامج خصصت للحديث عن هذه التجربة، ومنها قنوات عربية في مطلعها برنامج مع شوبير، حيث فتح الكابتن أحمد شوبير على مدار ساعتين حواراً مهنياً عن التجربة الألمانية، قدم فيه البداية من الصفر وأطلعنا على حكاية دولة كرة القدم عندها أقدام تحركها عقول.• أعرف دولة مجاورة دفعت مليارات من أجل تحقيق بطولة آسيا وتصل إلى كأس العالم ولم تستطع لأي منهما، واكتفت بكأس الخليج.• مرة أخرى هذه الدولة حاولت مع المليارات أن تجنس لعل وعسى، ولكن المفاجأة أن التجنيس لم يجلب لها إلا العار والتهكم والانقسامات داخل المنتخب.• أعني طبعاً قطر، التي لم تبق أي شيء في كرة القدم إلا فعلته من أجل آسيا والوصول لكأس العالم ولم تبرح مكانها ولن تبرح، لأن ما بني على خطأ يظل خطأ.• ففي الوقت الذي كنا فيه نلعب في كأس العالم ونحقق كأس آسيا، كانت قطر تخطط لتغير الجيل القطري الأصيل بجيل آخر علاقته بقطر المال ولا غير المال، ومن كل دولة لاعب واللغات مختلفة.• عفواً لا أدري كيف قارنت ألمانيا بقطر، لكن أدري أن قطر دفعت ما لم تدفعه ألمانيا من أجل كرة القدم في السنوات العشر الأخيرة، إلا أن هناك عملا من أجل العمل، وفي قطر عمل للإعلام وأهداف أخرى.(2)• المعيب أن اللاعب الذي يمثل قطر حينما يعزف السلام القطري يتحول إلى جماد، ويترك لعينيه التحدث أمام عالم لا يرحم.• والمشين أن هناك من كتب عن سبيستيان سوريا معلقات وطنية لم تكتب عن منصور مفتاح.• وهذا حق سيادي لقطر، لكن هذا الحق ماذا قدم لدولة قطر غير الخسائر المالية والرياضية والأخلاقية.(3)• قال رجل للأديب جورج برنارد شو: أنت تكتب من أجل المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف، فرد عليه برنارد شو: كل يبحث بالكتابة عمّا ينقصه. عدد المشاهدات : [ 10975 ]